بعد الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من أقاليم وعمالات المملكة وخلف حوالي 3000 شهيد، اقترح عدد من المغاربة والمهتمين بالشأن الرياضي إمكانية سحب المغرب لترشحه لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، للتركيز على إعادة إعمار المناطق المتضررة ودعم الضحايا والمتضررين من الزلزال على جميع المستويات.
ودعا مجموعة من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي المغرب إلى سحب ترشحه لتنظيم المحفل القاري سنة 2025، ومواصلة الاستعدادات لتنظيم نهائيات كأس العالم لسنة 2030 في ملف مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، خاصة أن الملاعب المغربية لازالت في بداية الأشغال لإعادة تأهيلها استعدادا للمنافسات المقبلة.
تفكير منطقي
أكد المحلل الرياضي، هشام رمرم، أن "التفكير في الأمر وارد جدا لدى من بيدهم القرار. معالجة مخلفات الزلزال ستكون مكلفة جدا من الناحية المالية، وهنا ربما سيطرح نقاش هل ستؤثر هذه الكلفة على استعداد المغرب لتنظيم كاس إفريقيا أم لا".
وأضاف رمرم، في تصريح لجريدة "العمق": " أعتقد علينا الانتظار قليلا، فالأولوية الآن لإنقاذ أكبر عدد من الضحايا وإعادة بناء وترميم ما دمره الزلزال وأيضا مواساة من ترك الزلزال في داخلهم جروحا نفسية إما بسبب فقدان قريب أو بسبب الهلع والخوف".
فكرة مستبعدة
أكدت مصادر متطابقة أن سحب المغرب لملف ترشحه لتنظيم كأس أمم إفريقيا يظل مستبعدا في ظل الاستعدادات الكبيرة التي أطلقتها المملكة منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن زلزال الحوز لن يؤثر بأي وسيلة عن ترشح المغرب لاستضافة الحدث القاري.
وحسب المصادر ذاتها فإن المغرب سيواصل تجهيز الملاعب والبنية التحتية الرياضية في مختلف المدن المرشحة لاستضافة كأس أمم إفريقيا، وانتظار الإعلان عن الفائز في 27 شتنبر الجاري، مشددة على أن سحب التنظيم من عدمه يظل بيد المسؤولين أو في حال صدور أوامر بخصوص هذا الأمر من جهات عليا.
قوة الملف المغربي
تعليقا على تحديد موعد الإعلان الرسمي، قال المحلل الرياضي، إبراهيم الزوين في تصريح سابق لجريدة "العمق"، "إن الإعلان عن البلد المنظم كان من المفترض أن يتم قبل أشهر او على الأقل بعد الإنتخابات الأخيرة للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم".
وأضاف الزوين: "هناك من أشار إلى أن الأمور حسمت لصالح المغرب وهو ما قد يعتبر ضغطا على الاتحاد الإفريقي أو دليل على أن المغرب فعلا يملك ملفا قويا لا يستطيع أن ينافسه أحدا في تنظيم التظاهرات الرياضية".
وتابع المحلل الرياضي: "لقد كانت هناك محاولات عرقلة بطريقة مختلفة عبر تسريب أن المغرب ضمن تنظيم المنافسة الرياضية، لكن مع اقتراب الموعد المحدد وبالنظر للملفات المقدمة يبقى الملف المغربي أقوى الملفات وإعلان المغرب فائزا بتنظيم نسخة 2025 هي مسألة وقت ليس إلا".
اقتراب موعد الحسم
وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن كشف الموعد الرسمي للإعلان عن البلدين المنظمين لنهائيات كأس أمم إفريقيا لنسختي 2025 و2027.
وحدد “الكاف”، في بلاغ على موقعه الرسمي عقب اجتماع مكتبه التنفيذي، يوم 27 شتنبر الجاري موعدا لاختيار البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا 2025 و2027، مشيرا إلى أن وسيتم اتخاذ القرار خلال اجتماع للمكتب التنفيذي في القاهرة.
وصرح باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي عبر الموقع الرسمي: “المكتب التنفيذي اتخذ قرارات هامة ستسهم كثيرا في الاستدامة والتنافس بالكرة الإفريقية بالإضافة إلى جاذبيتها”.
وأضاف “سنجتمع مجددا في القاهرة يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2023 لاتخاذ قرارات بشأن البلاد المستضيفة لكأس أمم إفريقيا 2025 و2027”.
وتابع: “سيستضيف الكاف خلال الأسابيع المقبلة الاجتماع الأول لرابطة الأندية الإفريقية التي تمثل أنجح وأكبر الأندية في إفريقيا”.
ويعتبر المغرب المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح “الكاف” لتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث يتنافس مع ملف مشترك لكل من نيجيريا والبنين، بعد انسحاب الجزائر من تنظيم هذه النسخة.
بالمقابل، سيتنافس على تنظيم نسخة سنة 2027 كل من الجزائر، السنغال إضافة إلى تنزانيا وكينيا وأوغندا في ملف مشترك باسم شرق إفريقيا.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) سحب تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 من غينيا لعدم جاهزية البنى التحتية في البلاد.
