هل يقدر العرب على كسر الاحتكار الأوروبي اللاتيني لمونديال الأندية ؟

12 ديسمبر 2023 - 09:30

تشد ملاعب المملكة العربية السعودية أنظار جميع متابعي كرة القدم، حينما تستضيف النسخة الـ20 من بطولة كأس العالم للأندية في كرة القدم. وتقام منافسات البطولة في الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري بمشاركة سبعة فرق، حيث تعد الأخيرة التي تجرى بالنظام القديم، قبل أن يتم تطبيق النظام الحديث بدءا من النسخة التالية التي ستجرى في الولايات المتحدة عام 2025.

ورغم مشاركة أكثر من فريق عربي في النسخ الـ19 السابقة للبطولة، وظهور أكثر من ناد بشكل لافت خلالها، إلا أن أحلام الكرة العربية بالمضي قدما في المونديال توقفت عند حدود الصعود إلى المباراة النهائية. وتحلم الجماهير في الوطن العربي بأن يتمكن الأهلي المصري أو اتحاد جدة السعودي، ممثلا الكرة العربية في النسخة الحالية، من تحقيق المفاجأة والظفر باللقب.

انطلقت النسخة الأولى لمونديال الأندية عام 2000 في البرازيل بمشاركة 8 أندية، تم توزيعها على مجموعتين بواقع 4 فرق في كل مجموعة، حيث توج بها فريق كورينثيانز البرازيلي. ورغم نجاح النسخة الأولى من مونديال الأندية، إلا أن البطولة لم تظهر للنور خلال الفترة من 2001 حتى 2004، لعدة أسباب كان أهمها انهيار شركة “إنترناشيونال سبورت آند ليغر”، الشريك التسويقي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولكن منذ عام 2005 أصبحت البطولة تقام كل عام.

وأقيمت نسخة عام 2005 في اليابان بمشاركة 6 أندية، حيث جرت دون مشاركة ممثل للبلد المضيف، وتوج باللقب فريق ساو باولو البرازيلي، عقب فوزه 1 – 0 في المباراة النهائية على ليفربول الإنجليزي. وشهدت تلك النسخة إنجازا تاريخيا للكرة العربية بحصول الأهلي المصري على المركز الثالث في البطولة، عقب فوزه 2 – 1 على كلوب أميركا المكسيكي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ليصبح الفريق الأحمر أول ناد عربي يصعد منصة التتويج في البطولة العالمية.

وستظل نسخة عام 2013، التي أقيمت في المغرب، خالدة في أذهان جماهير الكرة العربية، بعدما شهدت صعود أول فريق عربي إلى نهائي مونديال الأندية، عندما خاض الرجاء البيضاوي المغربي المباراة النهائية ضد بايرن ميونخ الألماني. وفي عام 2014 بالمغرب أيضا توج ريال مدريد الإسباني بالبطولة لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه 2 – 0 على سان لورينزو الأرجنتيني في النهائي، بينما فجر أوكلاند سيتي النيوزيلندي مفاجأة من العيار الثقيل، بحصوله على المركز الثالث في تلك النسخة.

يعد مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، المرشح الأول والأوفر حظا للتتويج بلقب كأس العالم للأندية لكرة القدم. ترشيح السيتي للقب العالمي هو المنطق الذي تتحدث عنه أغلب الجماهير والمتابعين ووسائل الإعلام، حيث أن إمكانيات الفريق البشرية والفنية جعلت الجميع يرشحونه للفوز بلقب أي بطولة يخوضها حتى وإن كان ذلك دون نجمه البلجيكي كيفن دي بروين المصاب.

ويمكن الجزم بأن من يرشحون مانشستر سيتي للفوز بأي لقب محقون تماما، خاصة وأن الفريق حصل على الثلاثية التاريخية الموسم الماضي، من بينها لقب هو الأغلى في تاريخ النادي، دوري أبطال أوروبا، والذي انتزعه الفريق السماوي للمرة الأولى في تاريخه من خلال مواجهة قوية مع إنتر ميلان الإيطالي في نهائي الموسم الماضي بإسطنبول قبل أن يحسم الفوز بهدف دون رد.

وجاء فوز سيتي بلقبه الأول في دوري الأبطال بعد مشوار اتسم بأداء شبه ثابت للفريق في أغلب المباريات، والبداية كانت من المجموعة السابعة التي ضمت إلى جانبه بوروسيا دورتموند الألماني وإشبيلية الإسباني وكوبنهاغن الدنماركي.

ولا يمكن حصر نجومية مانشستر سيتي وتألقه في شخص واحد، حيث يتواجد بيب غوارديولا في المنطقة الفنية وهو الرجل الذي غير وجه كرة القدم في العالم في السنوات الأخيرة، وفي الملعب تجد أسماء نجوم عدة مثل إرلينغ هالاند، ماكينة الأهداف النرويجية، والبرتغالي برناردو سيلفا، والإسباني رودري، الذي يعده البعض أفضل لاعب وسط في العالم، بالإضافة إلى كايل ووكر وجون ستونز وناثان آكي وروبن دياز في الدفاع والنجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز في الهجوم والنجم الشاب فيل فودين وغيرهم من اللاعبين أصحاب الإمكانيات العالية والذين سيطروا على كرة القدم الإنجليزية والأوروبية في العام الماضي والأعوام السابقة.

ورغم خسارة الفريق فرصة الحصول على السداسية عقب خسارة لقب الدرع الخيرية أمام أرسنال في أغسطس الماضي، فإن الفريق واصل طريقه وحصل على كأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية الإسباني بضربات الترجيح. لكن المتأمل في حال مانشستر سيتي وواقعه المزدهر في الوقت الحالي لا يمكن أن يتخيل أن ذلك الفريق كان في دوري الدرجة الثالثة منذ 24 عاما فقط، وأنه صعد إلى الدوري الإنجليزي في موسم 2001 – 2000 قبل أن يهبط في الموسم ذاته ويعود مجددا في عام 2002 ليتخبط في نتائج سلبية عدة، وعاش طويلا في ظل جاره اللدود والخصم التاريخي مانشستر يونايتد. وبعد سيطرة مطلقة على مجريات الموسم الماضي يسعى مانشستر سيتي لحصد لقبه الأول في مونديال الأندية، حيث يبدأ مشواره من الدور قبل النهائي بمواجهة الفائز من ليون المكسيكي وأوروا ريدز الياباني.

يستعد فريق ليون المكسيكي لظهور تاريخي أول في بطولة كأس العالم للأندية في السعودية بعد الفوز للمرة الأولى في تاريخه بلقب دوري أبطال الكونكاكاف. وحقق ليون إنجازا تاريخيا بالفوز على لوس أنجلس أف سي الأميركي في نهائي دوري أبطال الكونكاكاف ليتوج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه، بعد 30 عاما من حصوله على المركز الثاني للبطولة ذاتها عقب خسارة المباراة النهائية لنسخة 1993. وتوج ليون بلقب الدوري المكسيكي ثماني مرات من قبل آخرها في 2020، كما سبق له الفوز بلقب الكأس خمس مرات، علما بأنه كان أول فريق مكسيكي يجمع بين لقبي الدوري والكأس وذلك في عام 1949.

ولم تأت نجاحات ليون من فراغ، فقد عانى الفريق كثيرا من أجل الوصول إلى حلم المشاركة في مونديال الأندية، حيث أنه قضى عشرة أعوام في دوري الدرجة الثانية بدءا من عام 2002، قبل أن ينجح أخيرا في تحقيق مبتغاه والصعود إلى دوري الأضواء في 2012، بل وتوج باللقب مرتين متتاليتين في 2013 و2014، ومنذ ذلك الحين لم يعرف طريق الهبوط مرة أخرى.

وسيكون ليون تاسع فريق مكسيكي يشارك في مونديال الأندية بعد نيكاكسا وكلوب أميركا وباتشوكا وأتلانتي ومونتيري وكروز أزول وغوادالاخارا وتيغريس أونال. ويتطلع ليون إلى تقديم صورة طيبة عن الكرة المكسيكية خلال ظهوره الأول في المونديال، حينما يلاقي أورواو ريد دياموندز الياباني، بطل دوري أبطال آسيا، يوم الجمعة المقبل، في أول مواجهة بين الفريقين.

وحال فوزه سيصعد لملاقاة مانشستر سيتي الإنجليزي، حامل لقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. ويضع ليون في اعتباره أنه يمثل الكرة المكسيكية التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، وبالتالي سيكون مطالبا بمضاهاة الإنجازات السابقة للكرة المكسيكية، أو ربما تخطيها إذا حالفه الحظ.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

عاجل.. اتحاد العاصمة منزعج من “قميص الخريطة” ويهدد بالانسحاب

بعد نجاح تنظيم كأس العالم.. قطر تتطلع إلى استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036

الجيش الملكي من أجل توسيع الفارق في الصدارة ونقاط ثمينة في صراع البقاء