يورو 2024.. قمة إيطاليا وكرواتيا تشعل معركة البقاء في المنافسة

24 يونيو 2024 - 11:00

يسدل الستار على منافسات المجموعة الثانية بكأس أمم أوروبا بمواجهة إيطاليا أمام كرواتيا وإسبانيا أمام ألبانيا، بعد أن ضمن منتخب إسبانيا التأهل إلى دور الستة عشر بعد فوزه بأولى مباراتين في الوقت الذي تتنافس فيه المنتخبات الثلاثة الأخرى بالمجموعة على بطاقة التأهل الثانية بالإضافة إلى البطاقة الثالثة المحتملة، التي يحصل عليها أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث بدور المجموعات.

وأُطلق على المجموعة الثانية في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم في ألمانيا لقب “مجموعة الموت” لضمها ثلاثة منتخبات من العيار الثقيل، وبعدما خرجت منها إسبانيا بالبطاقة المباشرة الأولى إلى ثمن النهائي، تتنافس إيطاليا، حاملة اللقب، وكرواتيا ثالثة مونديال 2022، على الثانية والبقاء في المنافسة الاثنين على ملعب “ريد بول أرينا” في لايبزيغ.

وتفوقت إسبانيا، بطلة 1964 و2008 و2012، عن جدارة على المنتخبين بفوزها على كرواتيا بثلاثية نظيفة وعلى إيطاليا بهدف وحيد وحجزت البطاقة الأولى وصدارة المجموعة بالعلامة الكاملة، وستخوض مباراة تحصيل حاصل في دوسلدروف أمام ألبانيا المطالبة بالفوز للحاق بركب المتأهلين أقله بين أحد أربعة منتخبات في المركز الثالث.

وبينما تغلبت إيطاليا على ألبانيا بهدفين لهدف واحد، لم تتمكن كرواتيا من كسب أكثر من نقطة من ألبانيا بتعادلهما 2-2، ما يمنح إيطاليا الأفضلية في التعادل اليوم، فيما يواجه الجيل الذهبي لكرواتيا خطر الخروج المبكر المخيب للآمال إذا فشل في تحقيق الفوز. وقد تقوم كرواتيا التي بلغت نهائي كأس العالم 2018 ونصف نهائي 2022 على التوالي، بإجراء تغييرات عدة على تشكيلتها في سعيها إلى البقاء في المنافسة.

تعرض لاعب وسط النصر السعودي مارسيلو بروزوفيتش لانتقادات كثيرة بعد ظهوره دون المستوى في أول مباراتين، بينما عانى لاعب وسط ريال مدريد الإسباني القائد المخضرم لوكا مودريتش (38 عاما) أيضا، فيما بدا الجناح إيفان بيريشيتش ظلا لنفسه، ولا يزال يحاول استعادة مستواه بعد غياب طويل بسبب الإصابة.

تحتاج إيطاليا إلى التعادل مع كرواتيا لإنهاء دور المجموعات في المركز الثاني، لكن بعد معاناتها الكبيرة أمام إسبانيا، فإن التوقعات ليست عالية بالنسبة للآتزوري. ووصفت صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” منتخب بلادها بـ”إيطاليا الصغيرة”، وهو منتخب بعيد كل البعد عن الفريق الفولاذي الذي تغلب على إنكلترا في ويمبلي ورفع الكأس قبل ثلاثة أعوام.

ومنذ ذلك الحين اعتزل المدافعان المخضرمان ليوناردو بونوتشي وجورجو كييليني، بينما استبعد المدرب لوتشانو سباليتي لاعب باريس جرمان الفرسني السابق والعربي القطري حاليا ماركو فيراتي. ومن الممكن أن يجري المدرب سباليتي تغييرات أيضا من خلال الدفع بالمهاجم ماتيو ريتيغي، والمدافع ماتيو دارميان الذي يمكن أن يحل محل جوفاني دي لورينتسو بعد ليلة صعبة ضد الإسباني نيكو وليامس، فيما يحوم الشك حول مشاركة المدافع فيديريكو دي ماركو بسبب اصابة في ربلة الساق اليمنى.

وحتى فوز إيطاليا الافتتاحي على ألبانيا لم يكن خاليا من التحديات، حيث وضع نديم بيرامي لاعب ساسوولو الإيطالي، ألبانيا في المقدمة مسجلا أسرع هدف في تاريخ البطولة بعد 23 ثانية. وقال سباليتي “ربما كان يتوجب علي منحهم فترة راحة أكبر، لقد منحناهم يوما ونصف اليوم راحة، ورأينا أنه القرار الصحيح بناء على الإحصاءات". وأضاف “لكن الفجوة كانت كبيرة، لقد كنا مرهقين باستمرار، وربما لم نتعافى بشكل جيد من حيث مدى صعوبة وأهمية البطولة نفسها، لأنه كان هناك فجوة كبيرة فيما يتعلق بالحدة والجاهزية".

ولم يسبق لمنتخب إيطاليا الخسارة في مباراتين متتاليتين في كأس أمم أوروبا لكنه سيواجه خصما فشل في الفوز عليه في أخر ثمان مواجهات بينهما. وبات منتخب كرواتيا الحاصل على المركزين الثاني والثالث على الترتيب في أخر نسختين لكأس العالم ووصيف النسخة الماضية لدوري أمم أوروبا ، قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة القارية من دور المجموعات بعد أن حصد نقطة واحدة من أول مباراتين.

وتعرض زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا لانتقادات لاذعة في بلاده رغم الإنجازات الفريدة التي حققها في السنوات الأخيرة. وقال داليتش "سنبذل قصارى جهدنا للاستعداد لمواجهة إيطاليا، لقد تعلمت بعض الأمور في هذه السنوات السبع، حيث كانت النجاحات أكثر بكثير من الإخفاقات".

وأضاف "لقد اعتدت أيضا على تلك الانتقادات، دائما أقول إنها مسؤوليتي ، أدرك أنه عندما أفوز بالميداليات، فإن دوري لا يعني شيئا، وأنني وصلت إلى هناك بالصدفة، لكن هذا هو الحال في كرواتيا". وسجل منتخب إسبانيا فوزه الثالث على التوالي على إيطاليا للمرة الأولى على الإطلاق، كما حقق الماتادور الفوز في أول مباراتين بكأس أمم أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد يورو 2016.

لكن دي لا فوينتي أكد أن فريقه يحتاج لبذل المزيد من الجهد من أجل المنافسة على اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه، مشيرا إلى ضرورة أن يتحلى لاعبوه بالتواضع. وقال مدرب إسبانيا "مازال الطريق طويلا للفوز باللقب الأوروبي، لم نحقق أي شيء بعد، لقد فزنا ببعض المباريات المهمة وبمستوى رائع.. لكن كرة القدم يمكنها أن تصبح غاية في القسوة، لذا علينا أن نتوخى الحذر، أن نتحلى بالتواضع ، أن نظهر الاحترام".

وأصبح كلاوس غاسولا ثاني لاعب يسجل هدفا في شباكه وأخر في شباك الخصم خلال مباراة واحدة في كأس أمم أوروبا، بعدما خطف هدف التعادل القاتل لألبانيا في الوقت بدل الضائع أمام كرواتيا. وبفضل هذا الهدف أبقى غاسولا على آمال ألبانيا في التأهل إلى الأدوار الإقصائية، بعد أن نجحت للمرة الأولى في ثاني مشاركة لها بالبطولة القارية في تسجيل أكثر من هدف خلال مباراة واحدة.

ويأمل البرازيلي سيلفينيو مدرب ألبانيا في الفوز على الماتادور الإسباني، وتعهد للجماهير بأن يبذل فريقه كل ما في وسعه للاستمرار في البطولة القارية. وقال سيلفينيو "ما تعهدت به للجماهير الألبانية هو أننا سنقاتل على كل نقطة.. أمام إسبانيا ستكون المهمة صعبة لكننا سنستمتع بتلك اللحظات".

ويعيش منتخب إسبانيا لحظات من الإبداع بعد فوزه في أخر ثمان مباريات له، محرزا 31 هدفا مقابل ثلاثة أهداف فقط سكنت شباكه. ويتطلع منتخب إسبانيا للفوز بجميع مبارياته الثلاث في دور المجموعات للمرة الثانية في تاريخه بعد أن حقق الأمر ذاته في يورو 2008 حينما حصد لقبه الأول في البطولة القارية.

لكن منتخب ألبانيا من جانبه يسعى لتسجيل بداية جيدة للمباراة بعد أن بادر بالتسجيل في أول مباراتين له في يورو 2024، لكن مازال يبحث عن فوزه الأول في البطولة القارية. من جانبه شدد لوتشيانو سباليتي المدير الفني لمنتخب إيطاليا على ضرورة تحسن أداء فريقه أمام كرواتيا غدا الاثنين في لايبزج مقارنة بالأداء الذي ظهر به أمام إسبانيا.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رسميا.. “الكاف” يفتح تحقيقاً ضد منتخب الجزائر النسوي

الميركاتو الصيفي.. أولمبيك مارسيليا يجدد اهتمامه بنايف أكرد

موسيالا: لا يمكن إلقاء اللوم في إصابتي على أي شخص.. وما حدث أمر وارد في كرة القدم