اندلعت حرب بلاغات وتبادل للاتهامات وإقحام لمؤسسات الدولة بين فريقي الدفاع الحسني الجديدي ونهضة الزمامرة، عقب المباراة التي جمعت الطرفين على أرضية ملعب أحمد شكري، نهاية الأسبوع المنصرم، لحساب الجولة الثانية من البطولة الاحترافية لكرة القدم.
وعقب اللقاء الذي انتهى لصالح الفريق الجديدي بهدفين لهدف واحد، أعرب نادي الدفاع الحسني الجديدي، عن تفاجئه الكبير، بعد "منع" أعضاء المكتب المسير للفريق من ولوج ملعب "أحمد شكري" بالزمامرة، لحضور مباراة نهضة الزمامرة، مُعتبرا أن هذا السلوك يُسيء لكرة القدم الوطنية.
وقال النادي الجديدي، في بلاغ رسمي، إن "مكتبه المسير فوجئ بمنع عدد من مسؤوليه سواء المنتمين إلى المكتب المسير أو الشركة الرياضية المحددة في 20 شخص كما هو منصوص عليه قانونيا، بمنعهم من ولوج ملعب أحمد شكري بالزمامرة، رغم أن إدارة النادي قامت بكل الإجراءات والمراسلات سواء للعصبة الاحترافية أو الفريق المستضيف"، على حد تعبيره.
وعبر نادي الدفاع الحسني الجديدي، في البلاغ ذاته، عن "استغرابه لهذا السلوك المنافي للاحترافية، ولهذا التعامل غير اللائق البعيد كل البعد عن أخلاق ساكنة المنطقة الذي قامت به إدارة نهضة الزمامرة"، مسجلا احتجاجه الشديد، ويأمل ألا تتكرر هذه السلوكات التي تسيء لكرة القدم المغربية وصورتها، وللمجهودات التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع في سبيل تطويرها"، حسب المصدر ذاته.
من جهته، أبدى نادي نهضة الزمامرة، في بلاغ مضاد، استغرابه الشديد لما تضمنه البلاغ الصادر عن نادي الدفاع الحسني الجديدي، معتبرا إياه تضمن مجموعة من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة حول الأحداث التي رافقت المباراة الأخيرة بين الفريقين.
وتضمن بلاغ نهضة الزمامرة مجموعة من التوضيحات، حيث قال فيه: "بداية بالحضور المسموح، أشار بلاغ نادي الدفاع الحسني الجديدي إلى منع دخول 20 فردًا من أعضاء المكتب المسير والشركة الرياضية للنادي، وهو ادعاء لا أساس له من الصحة، الحقيقة أن غالبية الأشخاص الذين تم منعهم من الدخول كانوا أفرادًا لهم علاقة خاصة برئيس النادي ولا تربطهم أي صلة رسمية بالمكتب المسير، هؤلاء الأفراد حاولوا تجاوز القانون وإثارة الفوضى قبل وبعد المباراة رغم أن اللقاء كان مقررًا إقامته بدون جمهور بناءً على قرار عاملي صادر عن السلطات الإقليمية، ومخول تنفيذه للسلطات المحلية، ولا تؤطره مقتضيات (الويكلو) التي تصدرها الجامعة”.
وأضاف المصدر ذاته أن “رئيس نادي الدفاع الحسني الجديدي حاول ضدا على القوانين إرسال قائمة تضم 20 شخصًا دون توضيح صفاتهم، وعندما طالبته اللجنة المنظمة بتوضيح صفات هؤلاء الأشخاص رفض الرئيس كشف صفاتهم، وبناءً على معرفة اللجنة المنظمة المُشرفة على ملعب الشهيد أحمد شكري تبين أن عددا من الأشخاص بالقائمة هم أشخاص تربطهم علاقات شخصية مع رئيس النادي يطول شرحها، مما يشير إلى محاولة التحايل على القانون”.
واستنكر بلاغ نهضة الزمامرة بشدة "الزج باسم المؤسسات الوصية على قطاع كرة القدم الوطنية في هذا السياق، مشددا على التزامه التام بكافة القرارات والتوجيهات الصادرة عن المؤسسات الوصية على قطاع كرة القدم، وبالتعاون مع السلطات المحلية والإقليمية من أجل تطوير كرة القدم المغربية وفق الرؤية الوطنية”.
وزاد: “علاقة تاريخية راسخة بين جماهير الزمامرة والدفاع الجديدي: أخوة تتحدى الزمن: يفتخر نادي النهضة أتلتيك الزمامرة بالعلاقة التاريخية والأخوية التي تربطه بجمهور الدفاع الحسني الجديدي، هذه العلاقة القائمة على الاحترام والتقدير المتبادل لطالما كانت نموذجاً للروح الرياضية العالية بين جماهير الناديين، وتعكس قيم المحبة والتآخي التي تجمع جماهير ممثلي دكالة بالقسم الأول للنخبة، ويؤكد نادي النهضة أتلتيك الزمامرة التزامه المستمر بتعزيز هذه الروابط بما يخدم مصلحة الرياضة الوطنية”.
وختم نهضة الزمامرة: “الدعوة للالتزام بالقانون: يدعو نادي النهضة أتلتيك الزمامرة إلى احترام القوانين واللوائح المعمول بها، والابتعاد عن أي سلوكيات قد تثير الفتن أو تسيء إلى الرياضة الوطنية وصورتها أمام الرأي العام، ويؤكد النادي احتفاظه بحقه الكامل في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحماية سمعته وكرامته”.
تواصل حرب البلاغات وتبادل الاتهامات
رد نادي الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم على بلاغ نهضة الزمامرة مؤكدا أنه "تفاجئ ببلاغ توضيحي صادر عن نادي النهضة أتلتيك الزمامرة، يمكن أن يقبل كل الأوصاف ما عدا أن يكون بلاغا توضيحيا ومليء بالمغالطات والغمز واللمز، والهروب للأمام"، وفق تعبيره.
وقال الدفاع الحسني الجديدي، في بلاغه الثاني: "في الوقت الذي كان على المكتب المسير لنادي أتلتيك الزمامرة أن يتقدم باعتذار صريح، على سوء السلوك وعلى منع مسؤولي النادي من دخول ملعب أحمد شكري الذي احتضن مباراة فريقنا أمام نهضة الزمامرة، فإن البلاغ اختار أن يحرف النقاش، وأن يضلل الرأي العام.
وتابع: "لم يسمح إلا لعضوين من المكتب المسير للدفاع الجديدي بالدخول إلى الملعب، رغم أن القانون ينص على دخول 20 شخصا، وفي هذا الصدد فقد تمت مراسلة العصبة الوطنية الاحترافية وإدارة نادي النهضة أتليتيك الزمامرة يوم 13 شتنبر الجاري على الساعة 11.23، وتم تقديم لائحة الحضور، وفق القانون ولم نتوصل بأي اعتراض أو ملاحظة من الجهة الوصية".
وأضاف: "واللائحة التي قدمها الدفاع الحسني الجديدي هي لأعضاء في المكتب المسير والشركة الرياضية ورؤساء وأعضاء اللجان، كما طال المنع أيضا مدير النادي بالرغم من توفره على رخصة الولوج والجلوس بدكة البدلاء".
ولفت: "جاء في بلاغ نهضة الزمامرة أن هؤلاء تربطهم علاقة شخصية مع الرئيس، في إشارة إلى أنهم مقربين منه، وهم فعلا كذلك لأننا في الدفاع الجديدي جمعية وشركة رياضية وجميع مكوناته أشبه بالعائلة".
وفي هذا الصدد، أبرز الدفاع الحسني الجديدي: "لا بد أن نشير إلى أن بعض أعضاء اللجنة (المنظمة) لأتلتيك الزمامرة واجهوا الكثير من الإحراج، وهم يخبروننا أنهم لا ينفذون إلا الأوامر، ويتقدم نادي الدفاع الحسني الجديدي بالشكر للسلطات المحلية التي تدخلت بعد عشر دقائق على انطلاق المقابلة لحل الإشكال وإعادة الأمور لنصابها".
إلى ذاك، استغرب نادي الدفاع الحسني الجديدي "اعتبار نهضة الزمامرة توجيه الشكر للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأنه زج باسم المؤسسات الوصية على قطاع كرة القدم، والحال أن الجامعة قدمت نموذجا يحتذى به في التسيير، من المفروض أن نستلهم منه جميعا ونسير على خطاه، وقد تم الحديث عن الجامعة في سياق أن السلوكات التي صدرت من مسؤولي نهضة الزمامرة لا تشرف كرة القدم المغربية، ولا الجهود التي يبذلها رئيس الجامعة لتطوير كرة القدم الوطنية وفق الرؤية السديدة للملك محمد السادس"، وفق تعبيرها.
واستطرد: "إن الدفاع الحسني الجديدي حريص كل الحرص على استمرار العلاقة المتميزة بين الجماهير الدكالية، ويؤكد أنه لن يذخر جهدا في سبيل ذلك، وأنه سيفتح أبواب ملعب العبدي أمام جماهير الدفاع الجديدي ونهضة اتلتيك الزمامرة، لترسيخ علاقات الأخوة وترك إرث للجماهير عنوانه المحبة والتلاحم".
ودعا نادي الدفاع الحسني الجديدي مسيري نهضة الزمامرة إلى "التعقل والتحلي بالرزانة واحترام القانون ومراجعة بنوده، بدل صب الزيت على النار والإساءة لعلاقة تاريخية"، وختم: "سنعتبر مجددا أن ما صدر من المنظمين لا يمت بصلة لأخلاق ساكنة المنطقة، ونخبرهم في هذا الصدد أننا لن نتعامل بالمثل، لأن الدفاع الحسني الجديدي يتعالى على الصغائر واللااحترافية التي طالت حتى البلاغات".
الروح الرياضية
أكد جورجي بايشاو مدرب الدفاع الحسني الجديدي أن لاعبي نهضة الزمامرة لم يتحلوا بالروح الرياضية كما يوصي الاتحاد الدولي لكرة القدم بذلك، حسب تغبيره.
وقال المدرب البرتغالي عقب الندوة الصحفية التي عقدت بعد المباراة: "كانت هناك حالة لم تعجبني هي أن فريق الخصم كنا ننتظر أن يرجعوا لنا الكرة كانوا من الممكن أن يسجلون الهدف منها لوكان فريقي فعل هذا التصرف وسجلوا من هذا التصرف الغير الرياضي كنت سأقول للاعبين أن يرجعوا الكرة وأن يسجلونها علينا لتفادي هذا المشكل وأنه من العيب أن تسجل هدف في غياب لروح الرياضة".
وتابع : "لو فريق نهضة زمامرة سجلت من هذا الهدف وفازت به من العيب أن تفوز به لأنه هدف لا يتحلى بروح الرياضية والذي توصي بها الفيفا من الأفضل أن تعم الروح الرياضية في كرة القدم".
