قال تقرير جديد أصدره مرصد العمل الحكومي، إن تنظيم كأس العالم فرصة تاريخية للمغرب لتعزيز اقتصاده ورفع مكانته السياحية. مشيرا إلى أن الأرقام والتوقعات تظهر أن العوائد من هذه البطولة ستتجاوز مجرد الفوائد المباشرة، لتشمل تحسينات طويلة الأمد في البنية التحتية وزيادة الاستثمارات.
وقال التقرير إن هذا الحدث سيشكل أبواب استثنائية نحو تحقيق مكاسب متشعبة تتوافق مع توجهات النموذج التنموي الجديد وأهدافه الطموحة، وأضاف أن المغرب يمكنه أن يعزز مكانته كوجهة سياحية واستثمارية دولية، ويظهر قدراته التنظيمية على الساحة العالمية، ما يسهم في بناء ثقة المستثمرين العالميين ببيئة أعماله، ويحفز التدفقات السياحية، إذ يجذب أنظار ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين يشكلون دعامة قوية للاقتصاد المحلي عبر الإنفاق السياحي وزيادة طلباتهم على المرافق والخدمات المحلية.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه من المتوقع أن يجذب المغرب أكثر من 1.5 مليون زائر إضافي خلال البطولة، استنادا إلى تجارب سابقة في قطر 2022 وروسيا 2018. هذه الزيادة في عدد السياح ستؤدي إلى تعزيز النشاط السياحي، مما يُساهم بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي. كما يُتوقع أن تحقق الإيرادات السياحية الإضافية ما بين 2 و3 مليارات دولار خلال فترة الحدث وما بعدها. إذ من المرجح أن ينفق كل سائح ما بين 1,000 إلى 2,000 دولار، مما يعزز من عائدات قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي.
وأورد التقرير أنه من المتوقع أن يضل إشغال قطاع الفنادق إلى 90-100%، مما يُعزز العائدات بشكل كبير. كما ستشهد المطاعم والمقاهي انتعاشًا ملحوظًا، حيث يفضل السياح تذوق الأطعمة المحلية، مما يُعزز من إيرادات قطاع الضيافة. في الوقت ذاته، سيتطلب الارتفاع الكبير في عدد الزوار تعزيز خدمات النقل، مما سيُنعش شركات النقل والحافلات وتأجير السيارات.
بالإضافة إلى ذلك، يضيف التقرير، ستتطلب استضافة كأس العالم استثمارات كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك بناء ملاعب جديدة وتحديث المرافق الرياضية. وتُشير التوقعات إلى أن هذه الاستثمارات قد تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار. ومن المشاريع الاستراتيجية المهمة هو تمديد شبكة القطار الفائق السرعة (البراق) بين الدار البيضاء وأكادير، والذي سيقلل مدة السفر بين المدينتين إلى ساعتين ونصف. وهو ما سيُعزز من تدفق السياح ويُسهم في تطوير السياحة في جنوب المغرب، الذي يتميز بمناطق جذب سياحية شهيرة، وفق تعبير المصدر.
ومما جاء في التقرير أن تحسين الرعاية الصحية سيحظى بنصيب من الاستثمارات، حيث يسعى المغرب إلى بناء مستشفيات جديدة لتلبية احتياجات الزوار وتحسين الخدمات الصحية للسكان المحليين. إذ من المتوقع أن تصل تكلفة هذه الاستثمارات الصحية إلى 2 مليار دولار. كما سيتم تعزيز شبكة الطرق والمواصلات العامة لتسهيل تنقل الزوار، حيث من المتوقع أن تُخصص 1.5 مليار دولار لهذا الغرض. ومن المنتظر أن تخلق هذه المشاريع حوالي 50,000 إلى 80,000 وظيفة جديدة، مما يُعزز من التشغيل ويحسن من دخل الأفراد.
من مصادر الإيرادات المهمة الأخرى، يضيف المرصد، هي حقوق البث، إذ يُتوقع أن تتجاوز عائدات البث التلفزيوني 2 مليار دولار. كما سيجذب الحدث اهتمام الشركات الكبرى، مما يُعزز من عائدات الرعاية والإعلانات، التي يمكن أن تصل إلى حوالي 1 مليار دولار. كما يتوقع أن يُسهم تنظيم كأس العالم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمغرب بنسبة تتراوح بين 0.5% و1% سنويًا، أي ما يعادل زيادة تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار. بالإضافة إلى ذلك، سيُعزز الحدث من صورة المغرب كوجهة استثمارية وسياحية، مما سيجذب استثمارات جديدة.
وعلى المدى الطويل، يُتوقع أن تُحقق تحسينات في البنية التحتية، تشمل تحديث المطارات وتوسيع شبكة الطرق ووسائل النقل العامة، بتكاليف تُقدر بحوالي 2 مليار دولار. والملاعب التي ستُبنى ستستمر في الاستخدام لأغراض متعددة بعد البطولة، مما يُسهم في تحقيق عائدات إضافية تتجاوز 100 مليون دولار سنويًا.
وأشار المصدر ذاته إلى أن تنظيم كأس العالم سيساهم في تعزيز الوعي الرياضي في المغرب، مما يشجع الأجيال الشابة على المشاركة في الرياضة. كما سيوفر الحدث فرصا للتدريب في مجالات التنظيم والضيافة والتسويق، مما يُعزز من مهارات الشباب ويُحسن من فرصهم في سوق العمل.