فاجأت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" نادي اتحاد العاصمة الجزائري بقرار صادم، حيث فرضت عليه غرامة مالية كبيرة بقيمة 200 ألف دولار بسبب تصرفات جماهيره في مباراة سابقة خلال كأس الاتحاد الأفريقي.
القرار جاء قبل أيام قليلة من مواجهته المرتقبة أمام مواطنه النادي القسنطيني في ذهاب ربع نهائي البطولة.
ويستعد اتحاد العاصمة لخوض مباراته ضد النادي القسنطيني يوم 2 أبريل المقبل على ملعب الشهيد حملاوي، قبل أن يستضيفه في مباراة العودة على ملعب 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية في التاسع من نفس الشهر.
وكان نادي اتحاد العاصمة قد تأهل في صدارة المجموعة الثالثة لمسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لعام 2023 برصيد 14 نقطة، بعد فوزه في الجولة الأخيرة على نادي غاراف السنغالي بهدفين دون رد.
لكن العقوبة الأخيرة التي أصدرها الاتحاد الأفريقي تتعلق بمباراة الفريق أمام أسيك ميموزا الإيفواري، التي جرت في يناير الماضي، وتحديدا في الجولة الرابعة من دور المجموعات. حيث تم توقيع الغرامة بسبب استعمال جماهير الفريق للشماريخ خلال اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1-1.
وقد أصاب القرار الإدارة والجماهير الجزائرية بالصدمة، خصوصا وأن عدد الجماهير الذين تنقلوا إلى أبيدجان كان محدودًا للغاية، ما جعلهم يعتبرون أن العقوبة غير مبررة. في هذا السياق، أشار مصدر من داخل النادي إلى أن هذا العدد من الجماهير لا يمكن أن يكون قد تسبب في أحداث تستدعي فرض مثل هذه الغرامة الكبيرة.
وفي خطاب رسمي وجهته لجنة الانضباط إلى إدارة نادي اتحاد العاصمة، تم التأكيد على أن الفريق خالف لوائح الاتحاد الأفريقي في المادتين 82 و83 بسبب تصرفات المشجعين في تلك المباراة، مما استدعى فرض غرامة مالية قدرها 200 ألف دولار، مع تحديد مهلة 60 يومًا لدفعها.
القرار أثار تساؤلات حول مدى قسوة العقوبات المقررة في حالات مشابهة، خاصة أن الاتحاد الأفريقي لم يصدر عقوبات بهذا الحجم في حالات مشابهة في السابق، حيث كانت الغرامات عادة ما تكون أقل بكثير أو قد يتم الاكتفاء بالتوجيهات أو التحذيرات.
من جهتها، أكدت لجنة الانضباط أن نادي اتحاد العاصمة يحق له الطعن في القرار خلال عشرة أيام من استلامه، وقد قررت إدارة النادي بالفعل تقديم طعن رسمي في العقوبة مع تقديم ملف ثقيل لدعمه.
وتعهدت لجنة الانضباط في قرارها أيضًا بتوقيع عقوبة أشد على النادي في حال تكررت مثل هذه الأحداث، قد تصل إلى حرمانه من اللعب أمام جماهيره في المباريات القادمة، وهو ما يهدد مسيرة الفريق في المسابقة التي يسعى للفوز بلقبها للمرة الثانية على التوالي.
هذا القرار يفتح الباب أمام نقاشات جديدة حول سياسات العقوبات في كرة القدم الأفريقية ومدى تأثيرها على الأندية والجماهير، خاصة في حالات غير واضحة أو مبررة.
