في ظل الانحدار المتواصل لفريق الاتحاد البيضاوي، المعروف اختصارا بـ"الطاس"، والذي توج هذا الموسم بنزوله رسميا إلى القسم الثاني هواة، تعالت أصوات جماهير النادي داخل وخارج أرض الوطن، مطالبة بتغيير جذري على مستوى التسيير، وعلى رأس ذلك رحيل رئيس النادي عبد الرزاق المنفلوطي.
الجماهير المغربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعرف بولائها التاريخي لهذا الفريق العريق، عبرت في منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائها العميق من التسيير الحالي، واعتبرته السبب المباشر في تدهور نتائج الفريق، رغم تاريخه المشرف وتتويجه بكأس العرش سنة 2019.
"ما حدث للاتحاد البيضاوي كارثة بكل المقاييس"، تقول إحدى الفعاليات الرياضية من الجالية المغربية بنيويورك، وتضيف: "فريق بحجم الطاس لا يستحق أن يكون في هذا الوضع، وحان الوقت لرحيل الإدارة الحالية وفتح صفحة جديدة من الإصلاح والشفافية".
وتوجه الجماهير الغاضبة أصابع الاتهام إلى المكتب المسير بقيادة المنفلوطي، معتبرة أن الاختيارات التقنية، وسوء التدبير المالي، وغياب رؤية واضحة للنادي، ساهمت في السقوط المدوي للفريق.
وأعرب المشجع المعروف حميد بلا، المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية والملقب بـ"حميدو بين"، عن استياء جماهير فريق الاتحاد البيضاوي في المهجر مما وصفه بـ"التسيير الكارثي والعشوائي" الذي ينهجه رئيس النادي الحالي عبد الرزاق المنفلوطي.
وأكد حميدو، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن الوضعية الراهنة لفريق الاتحاد البيضاوي، المعروف اختصارا بـ"الطاس"، أصبحت تدعو للقلق، لاسيما بعد التراجع الخطير الذي شهده النادي خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انتقل من قسم الصفوة إلى القسم الثاني هواة في ظرف ثلاث سنوات فقط، معتبرا أن هذا التدهور ليس وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لسوء التسيير وغياب الرؤية الواضحة.
وأضاف المتحدث أن "الرئيس ارتكب جريمة في حق الطاس"، مشيراً إلى أن هذه التصرفات، حتى وإن صدرت عن نية حسنة، إلا أن نتائجها كانت كارثية على الفريق وتاريخه العريق. وتساءل حميدو بين: "كيف لفريق عريق كتاريخ الطاس أن يجد نفسه اليوم ينافس في أدنى الأقسام، وهو الذي كان قبل سنوات معدودة ينافس في القسم الاحترافي الثاني؟ إن ما يحدث يبدو وكأنه مؤامرة لطمس تاريخ هذا النادي المقاوم".
وذكّر بلا بتاريخ نادي الاتحاد البيضاوي الحافل، مشيرا إلى أنه ليس مجرد فريق كرة قدم، بل مؤسسة وطنية لها جذور عميقة في ذاكرة المغاربة، خصوصاً أبناء الحي المحمدي.
وأبرز أن الطاس كانت أول ناد بالمغرب يؤسس أكاديمية كروية حقيقية، من طرف الأب الروحي للنادي المرحوم العربي الزاولي، الذي ساهم بشكل مباشر في تطوير الكرة المغربية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وامتد إشعاعه حتى إلى بعض الأندية الأوروبية.
وسلط الضوء على الأسماء اللامعة التي خرجت من رحم أكاديمية الطاس، مثل اللاعب الغزواني الذي شارك في مونديال مكسيكو 70، والراحل المهدي ملوك الذي تُوج مع المنتخب المغربي بكأس إفريقيا سنة 1976، إضافة إلى المرحوم بؤسا الذي تألق مع نادي ليون الفرنسي وسجل هدفاً بالرأس في كأس الاتحاد الأوروبي ضد توتنهام في ملعب ويمبلي الشهير.
وشدد حميدو بين على أن جماهير الفريق في الولايات المتحدة، وفي مختلف أنحاء المهجر، تتابع بقلق كبير ما يحدث داخل أروقة النادي، وتدين بشدة سلوكيات رئيس النادي، التي وصفها بـ"الفرعونية"، خاصة في تعامله مع المحبين والغيورين على هذا الصرح الرياضي التاريخي.
وفي ختام تصريحاته، وجه نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية، وخاصة إلى عامل عمالة عين السبع – الحي المحمدي، مطالباً إياه بالتدخل العاجل لوضع حد لما وصفه بـ"العبث الإداري والتسيير الهاوي"، داعيا إلى إقالة عبد الرزاق المنفلوطي من رئاسة النادي وفتح تحقيق في طريقة تدبيره لشؤون الفريق، حفاظا على ما تبقى من كرامة وتاريخ الطاس، الفريق الذي يمثل رمزا من رموز المقاومة والروح الرياضية في المغرب.
