رغم الفوز الصغير لريال مدريد على أوساسونا بهدف نظيف (1-0)، لم تُبد جماهير النادي الملكي رضاها عن الأداء، إذ اعتادت على انتصارات أكبر وصورة أكثر إقناعًا. الفريق ظهر بأسلوب مغاير لما اعتاده أنصاره، حيث فضّل المدرب الجديد، الإسباني تشابي ألونسو، نهج الاستحواذ على الكرة بدل الاعتماد على الهجمات المرتدة، أمام خصم منظم دافع باستماتة عن مرماه.
لكن ما لفت الانتباه في اللقاء كان الأداء المميز لبعض اللاعبين، وعلى رأسهم الدولي المغربي إبراهيم دياز، الذي حظي بفرصة المشاركة أساسياً. فماذا قدّم دياز؟ وهل برهن فعلاً على أحقيته بمكان أساسي في تشكيلة ألونسو؟
اضطر دياز للتأقلم مع مركز الجناح الأيمن، رغم أن مسيرته السابقة سواء مع ميلان أو تحت قيادة كارلو أنشيلوتي كانت في الغالب بمركز الوسط الهجومي. إلا أنه في مباراة الأمس أظهر مرونة تكتيكية، واستغل ذكاءه ومهاراته في الخط الأمامي، حيث صنع فرصتين خطيرتين من العرضيات، في وقت غاب فيه الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد عن مستواه ولم يترك أي بصمة هجومية.
ما ميّز دياز أيضًا هو سرعته في التعامل مع الكرة مقارنة بفينيسيوس جونيور، الذي عجز عن إحداث الفارق من الجهة اليسرى وأخطأ في عدة تمريرات. أما دياز فقدم نسبة تمرير دقيقة بلغت 100%، مع التزام دفاعي لافت، إذ كان أول من يضغط لاسترجاع الكرة عند فقدانها. بل إن الظهير الذي واجهه من أوساسونا عجز عن تهديد مرمى الريال أو صناعة أي فرصة حتى تم استبداله، وهو ما يعكس نجاح دياز في أدواره الدفاعية والهجومية قبل خروجه في الدقيقة 68.
وحصل دياز على تقييم 6.8/10 من موقع "سوفاسكور" المتخصص، في أداء يعزز ثقة مدربه ألونسو الذي صرّح سابقاً بأن: "دياز مختلف عن الجميع ورائع في المساحات الضيقة". ومن المرتقب أن يحافظ الدولي المغربي على مكانه في التشكيلة الأساسية خلال الجولة المقبلة، حين يواجه ريال مدريد مضيفه ريال أوفييدو يوم الأحد على ملعب كارلوس تارتيري.
