المغرب يستعين بإنجاز كأس العالم لتسيد عرش أفريقيا

11 يناير 2024 - 06:30

يدخل منتخب المغرب منافسات النسخة القادمة من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم محملا بطموحات وآمال أكبر هذه المرة في إمكانية حصد اللقب الثاني بعد إنجازه التاريخي في بطولة كأس العالم 2022 والتي حقق خلالها المركز الرابع.

ويعود آخر تتويج لمنتخب المغرب الملقب باسم "أسود الأطلس" بكأس الأمم الأفريقية إلى 1976 حين حصد خمس نقاط في المجموعة النهائية للبطولة متفوقا على غينيا ونيجيريا ومصر.

ومنذ ذلك الوقت خاض الفريق نهائيا واحدا فقط في 2004 خسره 2-1 أمام منتخب تونس المستضيف.

ولم يرق مستوى المغرب في كأس الأمم أبدا إلى التطلعات العالية لجماهيره التي كانت ترى أن كتيبة اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى يجب أن تغير حظوظ "أسود الأطلس" في التتويج باللقب.

وتوقف مشوار المغرب في النسخة الماضية من كأس الأمم الأفريقية والتي استضافتها الكاميرون عند دور الثمانية بعد الخسارة 2-1 أمام منتخب مصر في مباراة مثيرة امتدت إلى شوطين إضافيين.

لا مكان للعاطفة

أكد وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب بعد الكشف عن قائمة كأس الأمم الأفريقية والتي خلت من 11 اسما ممن ساهموا في إنجاز أسود الأطلس بكأس العالم أنه لا مكان للعاطفة في اختياراته.

ويعد عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر السعودي أبرز الأسماء الغائبة عن أمم أفريقيا، إلى جانب جواد الياميق وعبد الحميد صابيري.

وقال الركراكي خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن القائمة في أواخر ديسمبر كانون الأول "كأس الأمم الأفريقية مهمة لكل المغاربة، وكانت مهمتي صعبة للغاية لانتقاء القائمة، أحمل أمانة ثقيلة على كتفي وهي التتويج باللقب.

"سنذهب ونقاتل، لا يهم التتويج لكن المهم أن يشعر المغاربة بأننا قاتلنا من أجل هذا الحلم".

وتبدو تلك النقطة تحديدا محورية في تطلعات الجمهور المغربي، الذي يشعر دائما أن الفريق يخذله في كأس الأمم الأفريقية دون غيرها، وسيكون من الضروري على الركراكي ولاعبيه أن يقدموا كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة والمحاولة جاهدين لحصد اللقب.

وأضاف عن اختياراته "لا مكان للعاطفة بدليل أن 11 لاعبا شاركوا في كأس العالم بقطر يغيبون عن القائمة، المهم عندي أن يكون الجميع في كامل الجاهزية في كأس الأمم".

مشكلة مستمرة

ستكون رحلة المغرب نحو التأهل إلى الأدوار الإقصائية من كأس الأمم الأفريقية سهلة نظريا بعد أن أوقعته قرعة البطولة في المجموعة السادسة إلى جانب تنزانيا وزامبيا والكونجو الديمقراطية.

ويبدو التقدم إلى دور الستة عشر في صدارة المجموعة أمرا مفروغا منه بالنسبة للمغرب بالنظر إلى تواضع منافسيه في المجموعة.

لكن أزمة المغرب الحقيقية في كأس الأمم الأفريقية تكمن دائما في الأدوار الإقصائية، لأن "أسود الأطلس" ومن أصل 18 مشاركة سابقة في البطولة، لم يتمكن من إكمال المشوار حتى نهايته والوصول إلى دور الأربعة سوى أربع مرات خاض خلالها النهائي مرتين.

ويمثل دور الثمانية بالتحديد عقدة للمغرب حيث لم يتمكن من تجاوزه ثلاث مرات في 1998 و2017 و2021.

آمال مختلفة

تبدو الآمال مختلفة للغاية في المغرب هذه المرة، فما حدث في كأس العالم كان إنجازا لا سابق له على جميع الأصعدة العربية والقارية، لكن الركراكي طالب الجمهور بتجاهل ما حدث في شتاء 2022.

وقال المدرب المغربي "بلغنا المربع الذهبي في كأس العالم لكن طوينا هذه الصفحة، سنحاول تكرار نفس الإنجاز في كأس الأمم للرد على الذين يتربصون بي في منتصف الطريق.

"كلما اقتربت البطولة الأفريقية كلما ابتعدنا عن التاريخ الذي أحرزنا فيه اللقب للمرة الأخيرة، لكن الأمر ليس سببا في وضع الضغوط على أنفسنا. يتعين علينا خوض البطولة بثقة عالية حتى نكسر هذا النحس".

كتيبة نجوم يقودها حكيمي

يضم منتخب المغرب كعادته كتيبة نجوم في كأس الأمم الأفريقية، بداية من حراسة المرمى بوجود ياسين بونو، وصولا إلى الهجوم الذي يضم حكيم زياش ويوسف النصيري.

لكن ربما يكون النجم الأبرز في القائمة المغربية هو أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يعيش فترة توهج لا تنقطع في السنوات الأخيرة.

وتمكن الظهير الأيمن خلال الموسم الحالي من تسجيل أربعة أهداف وصناعة مثلها مع باريس سان جيرمان في جميع البطولات، وهو ما يثبت قدراته المميزة هجوميا، خاصة عند الاعتماد على طريقة لعب تضم ثلاثة مدافعين.

ويلعب حكيمي دورا محوريا في خطط الركراكي منذ وصوله لتدريب المغرب في أغسطس آب 2022، حيث اعتمد عليه في 17 من أصل 18 مباراة أدراها للمنتخب.

لكن الأكيد أنه ومنذ وصول الركراكي لتدريب أسود الأطلس تحول الفريق من التمحور حول أسماء بعينها وأصبح النجم هو الفريق

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الجيش الملكي يستنكر “الأخطاء التحكيمية” بمواجهة حسنية أكادير ويشكو الرداد للجنة التحكيم

وسط جدل تحكيمي.. حسنية أكادير يوقف انتصارات الجيش الملكي ويحرمه من الابتعاد في الصدارة

محلل تونسي: ما حدث في أزمة قميص نهضة بركان غباء سياسي.. والجزائر سيست الرياضة