الدوري الأوروبي سبيل مانشستر يونايتد وتوتنهام لحفظ ماء الوجه وبلوغ عصبة الأبطال

21 مايو 2025 - 10:00

سيحتضن ملعب سان ماميس بمدينة بلباو الإسبانية مساء اليوم الأربعاء مواجهة إنجليزية خالصة تجمع بين توتنهام هوتسبر ومانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي. وسيكون هذا أول نهائي إنجليزي خالص للدوري الأوروبي منذ فوز تشيلسي على أرسنال عام 2019، وبعد ذلك بثلاثة أيام تبخر حلم توتنهام بحصد لقب دوري أبطال أوروبا، عقب خسارته أمام ليفربول في نهائي إنجليزي خالص.

ويتطلع مانشستر يونايتد وتوتنهام الإنجليزيان إلى إنقاذ موسمهما الكارثي عندما يلتقيان في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في كرة القدم الأربعاء، حيث تلوح في الأفق إغراءات مالية مع تشريع الباب أمام الفائز للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وينتقل الناديان إلى بلباو لخوض النهائي في ظل انتقادات لاذعة على خلفية تقديمهما أسوأ أداء على الإطلاق في الدوري الممتاز. يحتل يونايتد المركز السادس عشر وخلفه مباشرة توتنهام وذلك قبل مرحلة واحدة من النهاية، وما جنبهما الهبوط هو معاناة الثلاثي إيبسويتش وليستر سيتي وساوثمبتون في قاع الترتيب.

المُفارقة أن الخاسر في النهائي سيشعر بخيبة أكبر رغم صعوده إلى منصة التتويج، إذ أن الغياب عن أي من المسابقات القارية الموسم المقبل سيُشكل نكسة كبيرة لوضعهما المالي في المستقبل القريب. وقال قائد يونايتد السابق غاري نوفيل “أعتقد أنها (خسارة النهائي) ستترك أثرا كبيرا، كما أعتقد، على العامين أو الثلاثة المقبلة للناديين.” وأضاف “يحتاجان إلى الاستثمار في فريقيهما، وفي حال لم يحصلا على أموال دوري الأبطال، فعندها سنرى استثمارات أقل بكثير، وهو ما يعني على الأرجح الغياب عن دوري الأبطال حتى في الموسم التالي.”

الطريق الأسرع

ولم يغب يونايتد عن أي من المسابقات القارية سوى مرة فقط في الأعوام الـ35 الماضية. ويواجه النادي ظرفا ماليا دقيقا بعدما عمد المالك المشارك الملياردير جيم راتكليف إلى اعتماد سياسة تقشفية صارمة بعد شرائه حصة أقلية قبل عام. كما أعلن نادي “الشياطين الحمر” عن خطة لتسريح 200 موظف إضافي بعد خفض 250 وظيفة العام الماضي.

وقد أعلن يونايتد عن خطط في وقت سابق من هذا العام لتوسيع سعة الملعب إلى 100 ألف متفرج حيث من المتوقع أن يكلف المشروع 2.7 مليار دولار أميركي. داخل المستطيل الأخضر لم يستطع المدرب البرتغالي روبن أموريم إنقاذ سفينة يونايتد الغارقة منذ توليه المسؤولية في ديسمبر، مكتفيا بتحقيق ستة انتصارات في 26 مباراة في البريميرليغ.

وقال مدرب سبورتينغ لشبونة السابق الأسبوع الماضي عما إذا كان التأهل إلى المسابقة القارية المرموقة أو الظفر باللقب أكثر أهمية في موسمه الأول “بالنسبة إلي دوري الأبطال هو الأهم.” وتابع “الطريق الأفضل لمساعدتنا على بلوغ القمة في الأعوام القليلة المقبلة هو دوري الأبطال. وليس اللقب أو الكأس.”

وأردف “الأمر الأهم هو كيف سيساعدنا هذا اللقب على العودة إلى القمة بشكل أسرع.” وتشير التقديرات إلى أن الفوز في سان ماميس قد يمنح الفائز 70 مليون جنيه إسترليني. في المقابل جنى يونايتد 52 مليونا رغم خروجه من دور المجموعات في التشامبيونزليغ الموسم الماضي. وطرأ مذاك تحديث كبير على المسابقات القارية، ما رفع عدد المباريات والجوائز المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا).

وقال الخبير الكروي المالي كيران ماغواير لشبكة “بي بي سي” إن “موسما جيدا في دوري الأبطال قد يعادل 100 مليون جنيه إسترليني.” وتابع “بحلول الوقت الذي تجمع فيه إيرادات تذاكر الدخول ومكافآت الرعاة والجوائز المالية المتاحة، فإن الأرقام الناتجة ستكون مذهلة.” بدوره تعرض مالك توتنهام دانيال ليفي لانتقادات شرسة من مشجعي النادي لتفضيله الاستدامة المالية عوضا عن طموح إحراز الألقاب.

ويمني توتنهام النفس بإنهاء 17 عاما من الانتظار لمعانقة الكؤوس على الرغم من تنامي مداخيل النادي في العقدين الماضيين. وأدى إنشاء ملعب جديد من الطراز الرفيع إلى مصادر جديدة للإيرادات من استضافة الحفلات الموسيقية إلى مباريات الملاكمة العالمية. رغم ذلك خسر توتنهام حوالي 100 مليون جنيه إسترليني في الموسمين الماضيين. وقال ليفي غداة الكشف عن حسابات النادي في مارس الماضي “لا يمكننا أن ننفق ما لا نملكه.” وفي المحصلة، فإن الفريق الذي سيفشل في الفوز بمباراة الأربعاء الإنجليزية الخالصة، سيواجه طريقا طويلا للعودة إلى المسابقات القارية الكبرى.

تجنب الإقالة

من جانبه يستطيع الأسترالي أنج بوستيكوغلو إنهاء صيام دام 17 عاما عن الألقاب لفريقه توتنهام عبر التتويج بلقب مسابقة الدوري الأوروبي في كرة القدم عندما يلاقي مواطنه مانشستر يونايتد، لكن حتى ذلك قد لا يكون كافيا لإنقاذه من الإقالة.

وسيكون الفوز على مانشستر يونايتد وكسر لعنة الألقاب والتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل لحظة فارقة في تاريخ توتنهام الحديث. لم يفز نادي شمال لندن بأي لقب كبير منذ تغلبه على جاره تشلسي (2 – 1 بعد التمديد) في المباراة النهائية لمسابقة كأس الرابطة عام 2008، بينما كان آخر لقب أوروبي له في كأس الاتحاد الأوروبي (التي أدمجت مع كأس الكؤوس وأصبحت يوروبا ليغ) عام 1984.

لكن بوستيكوغلو قاد توتنهام في موسم مخيب للآمال في الدوري الممتاز، إلى درجة أن الأسترالي يتجه إلى ملعب سان ماميس ومستقبله معلّق بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية. ولم يتردد رئيس توتنهام دانيال ليفي سابقا في إجراء تغييرات على الإدارة الفنية. وذكرت وسائل إعلام محلية اهتمامه بالمدربين الدنماركي توماس فرانك لجاره برنتفورد، والنمساوي أوليفر غلاسنر للجار الآخر كريستال بالاس، والبرتغالي ماركو سيلفا للجار الثالث فولهام.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

لقجع: التساؤل عن جدوى تنظيم كأس العالم منطقٌ ضيِّق.. وحكيمي ينبغي استثماره في إشعاع المغرب

الناجي مودعا مكونات الجيش الملكي: “عشت معكم لحظات لا تُنسى.. وألتمس منكم العُذر”

رشاد فتال يلتحق بريال مدريد في صفقة “ذكية” محفوفة بالمكافآت