عثمان معاما.. جوهرة مغربية تلمع في سماء الكرة العالمية

20 أكتوبر 2025 - 07:00

في تشيلي، حيث سُطّرت واحدة من أجمل صفحات كرة القدم المغربية، لمع اسمٌ جديد أسر قلوب الجماهير وأبهر المتابعين حول العالم: عثمان معاما، النجم الصاعد الذي قاد أشبال الأطلس نحو المجد، متوجًا بلقب كأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخ المغرب، ومتربعًا على عرش البطولة كأفضل لاعب فيها.

جينات رياضية وبدايات واعدة

وُلد عثمان معاما في السادس من أكتوبر سنة 2005 بجنوب فرنسا، وسط عائلة رياضية الهوى والهوية. والده، عمر معما، كان لاعبًا سابقًا في صفوف اتحاد الخميسات في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يهاجر إلى فرنسا بحثًا عن مستقبل أفضل، أما عمته، فاطمة معما، فقد كانت بطلة المغرب في العدو الريفي. من رحم هذه الجينات الرياضية وبيئة التحدي، وُلدت موهبة عثمان.

نشأ معما في مدينة مونبلييه، حيث صقلت أكاديمية النادي الفرنسي مهاراته الأولى، قبل أن يشد الرحال إلى إنجلترا لينضم إلى نادي واتفورد صيف 2025، في عقد يمتد لأربع سنوات. وهناك، بدأ يكتب فصولًا جديدة من مسيرة واعدة، تميّزت بالانضباط والذكاء الكروي.

مونديال تشيلي.. لحظة الانفجار

في مونديال الشباب بتشيلي، كان معاما هو العلامة الفارقة في أداء المنتخب المغربي. بصناعته لأربعة أهداف في آخر مباراتين، وبلمساته الفنية التي تجمع بين القوة والمهارة، لفت الأنظار إليه محليًا وعالميًا. وصفته الصحافة الإسبانية بـ"كريستيانو رونالدو المغرب"، فيما خصّه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتقارير خاصة قبل النهائي، مشبّهًا إياه بالنجم البرتغالي من حيث الأسلوب والطموح.

لم يكن التألق وليد الصدفة، فمعما بدأ رحلته مع المنتخب المغربي تحت 20 عامًا في مارس 2024، وخاض منذ ذلك الحين 20 مباراة دولية، سجّل خلالها أربعة أهداف وصنع مثلها، قبل أن يرفع الكأس العالمية عاليًا، وسط دموع الفرح واعتزاز كل مغربي.

شخصية طموحة ومهارات استثنائية

وراء هذا الوجه الهادئ يقف لاعب يملك شخصية قوية وطموحًا لا يحد. يمتاز بالسرعة والمراوغة الحاسمة، وبقدرة استثنائية على التحرك بين الخطوط وصناعة الفارق في أصعب اللحظات. كما أنه يجمع بين الذكاء التكتيكي الأوروبي واللمسة الفنية المغربية الأصيلة، ما يجعله مشروع نجم عالمي بكل المقاييس.

ورغم صغر سنه، إلا أن عثمان معما يبدو واعيًا بالمسؤولية التي يحملها. هو اليوم ليس فقط لاعبًا شابًا متوّجًا عالميًا، بل رمز لجيل مغربي جديد، يحلم بأن يرى راية بلاده ترفرف في سماء الكرة العالمية.

من دوار القبليين بالخميسات إلى ملاعب تشيلي، ومن أكاديمية مونبلييه إلى الدوري الإنجليزي، يواصل عثمان معما مسيرته بثبات، مؤكدًا أن الحلم المغربي لا حدود له، وأن القادم من هذا الفتى قد يكون عنوانًا لمرحلة جديدة في تاريخ الكرة الوطنية.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الاتحاد الإفريقي: فوز المغرب بكأس العالم للشباب فخر للقارة بأكملها

“الموهبة ذات الروح النجمية”.. الصحافة الإٍسبانية تتغزل بمعاما أفضل لاعب في مونديال الشباب

بعد التتويج بمونديال الشباب.. الإعلام البرتغالي يحتفي بالإنجاز التاريخي لأشبال الأطلس